الجمعة، 30 مايو 2014

أزمة الأنبار- بين صمت المرجعيات الدينية والسياسية ومبادرة السيد الصرخي الحسني

أزمة الأنبار- بين صمت المرجعيات الدينية والسياسية ومبادرة السيد الصرخي الحسني
بقلم/ بنان الموسوي

في ظل غابت عن افق الازمة في المناطق الغربية والمشتعلة الاخرى أية بوادر حلول او تهدئة حقيقية سواء كانت سياسية أو دينية , يبقى النزاع المسلح لتظل الحرب المريرة الدموية بكل قسوتها وبشاعتها وإجرامها , حيث أنفس بريئة تقتل, وأعراض تنتهك, وعوائل تهجر بمن فيهم الاطفال والنساء والشيوخ وخروجهم من منازلهم, طلبا للحفاظ على أرواحهم, وإنطلاقا من قول الرسول الأكرم (ص) : "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" دعا سماحة المرجع الديني "السيد الصرخي الحسني" الى وقف القتال في المنطقة الغربية وتدارك الأزمة قبل أن تصل إلى مرحلة وخط لا رجعة فيه، وبين سماحته أنه مستعد أن يكون وسيطا بين الأطراف المتنازعة لحلحلة أزمة الفلوجة والأنبار وحزام بغداد وصلاح الدين وديالى.
هذا ولو سلطنا الضوء على الأمر فمن الجانب السياسي نقول - أن الديمقراطيات وبرلماناتها جميعها تتصدى أول ما تتصدى لما يحل ببلدانها وبالأخص حينما يتعلق الأمر بحرب وتدخل عسكري وزهق أرواح ....  خصوصا إذا علمنا ان الجميع يُسلم بأن الأنبار وهذه المناطق وما يجري فيها منذ اكثر من سنة هي فعلا (أزمة) فالخطوة الأولى والتي من الواجب أن يقوم بها أيَّ برلمان منتخب هو أن يجتمع على وجه السرعة ليناقش هذه الأزمة ويجد الحلول ويتوافق عليها وطنيا، فهي تخص جميع الأحزاب وليست امرا عابرا وصغيرا يخص مكونا واحدا !! فأين الديمقراطية المزعومة ؟ وأين برلمانها لمناقشة مثل هذه الأمور الخطيرة والمهددة للأمن الوطني وحياة الناس الأبرياء ؟؟!!
أما من الجانب الديني - فنرى الرموز الدينية (السنية والشيعية) قد تنصلت عن واجبها الشرعي والأخلاقي وحتى الأنساني بخصوص المناطق الملتهبة .. وأنشغلت عن هذه الازمة بالتصارع والتكالب والتنازع على الأنتخابات وتشكيل الحكومات وإطلاق حملة الترشيحات التي ما أن بدأت حتى لاقت تهكما كبيرا من المواطنين الذين اعتبروها استخفافا بعقولهم ... بسبب سذاجة ومهزلة الشعارات التي غلبت عليها الخزعبلات الدينية والوعود المضحكة والخالية من أيَّ برنامج أنتخابي !! وهذا ما أشار إليه سماحته حيث قال " ونحن ايضا منذ فترة طويلة وصلت إلينا بعض الخطابات أو بعض الكلام وسكتنا لطول هذه الفترة لأننا انتظرنا من الآخرين ان يقوموا بالدور المنشود بالدور الأخلاقي بالدور الإنساني بالدور الشرعي لكن وجدنا الآخرين مما يؤسف له وجدنا الأساتذة وجدنا الرموز وجدنا السادة وجدنا المشايخ يتصارعون ويتكالبون ويتناطحون ويتنازعون على الانتخابات والاصوات والمقاعد والحكومة وتشكيل الحكومة!! والدماء تسفك والأعراض تنتهك والأطفال والنساء مئات الآلاف تسكن وتعيش وتتواجد في العراء تتحمل كل المصائب وكل الويلات " وللمزيد يرجى الإطلاع على هذا التقرير الإعلامي :
https://www.youtube.com/watch?v=EtZGaPglKvo&list=UUiTo3e8M3BZyXaTbWIhmqlQ

فمن أجل حقن الدماء في كل مدن ومحافظات العراق ,, ومن أجل العزّل والأطفال والأبرياء أتت هذه المبادرة الطيبة المباركة , كرسالة واضحة إلى كلّ من تحصّن وراء منبره الديني وكرسيه السياسي ونسي انه من المفروض أن يكون خادم الناس ليرعى مصالحهم والأهتمام بأمور المسلمين بالنظر إلى مصلحتهم ، والدفاع عنهم إذا حصل عليهم خطر ، ونصر المظلوم ، وردع الظالم , ومواساة فقيرهم، إلى غير هذا .. وأن لاينسى أن الله هو الرقيب وهو الحسيب ... وكما إنها رسالة واضحة للجميع إنهم قلّة هم أولئك المراجع الذين يحملون همّ الأمة الإسلامية بما يتشعب ذلك الهم من جوانب ومسؤوليات، وقلّة هم أولئك الذين أعطوا رؤية مؤصّلة من الدين لقضايا الأمة الإسلامية التي تعصف بها بين الحين والآخر، والأقل منهم أولئك الذين يتصدّون ويتحملون المسؤولية الإلهية بأنفسهم وقدراتهم وما يستطيعون من قوة منهم وعلى رأسهم السيد الصرخي الحسني (دام ظله) .