السبت، 9 نوفمبر 2013

السيد الصرخي الحسني - لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية


 

السيد الصرخي الحسني - لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية

بقلم: أ. بنان أحمد
 
 
قال تعالى: { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } الحج32
إن من أهم رموز ديمومة الثورة الحسينية وبقائها إلتزام أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بتعليمات سبل النجاة الأئمة الأطهار، فإحياء أمرهم (عليهم السلام) هو إحياء للدين وديمومة لحركيتها المتفاعلة مع كل صنوف الحياة .. من هنا كانت للشعيرة الحسينية أبعاد ترتكز في صلبها هدف الثورة الحسينية، الا وهي (طلب الإصلاح)، فلما ابتعد المسلمون عن أرثي الرسول الأكرم (القرآن والعترة) كانت ثورة الحسين، وكان (انتصار الدم على السيف) ذا بعد وجداني يأخذ بالإنسانية نحو صميم روح الدين، وكانت الشعيرة التي رسم معالمها الأئمة الأطهار وورثها العلماء الأعلام ومراجعنا الكرام, منهم سماحة المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي الحسني (دام ظله), تأريخ ناصع يأخذ بنا بكل نصوع نحو تلك المسيرة الخالدة لإحياء الأمة وتقويم مسارها عبر الدهور.
ولأهمية الشعيرة الحسينية وشدة تفاعل المؤمنين معها، أصبحت الشعيرة تواجه في مسيرتها صنوف الابتعاد عن الهدف، فمرة نجد (الوسيلة غاية) وأخرى نجد (التفريط) وأخرى (ثمة أبعاد دنيوية لا تمت إلى الإحياء بصلة)، كل ذلك كان لأسباب أهمها تربص أعداء أهل البيت (عليهم السلام) بأتباعهم البسطاء وأخرى لعدم التقيد بتوجيهات المرجع الجامع للشرائط .. فمن هنا ولشدة حاجة الأمة للتعرف على صراطها القويم لإحياء الشعائر الحسينية على اكمل وجه وبما يرضي الله ورسوله الكريم (عليه وآله الصلاة والتسليم), ومن أجل الحصول على الأجر والثواب الجزيل لمن يمارس هذه الشعائر,  وضح هذا المعنى سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) في بيان رقم _ 69_ (محطات في مسير كربلاء) نذكر هنا مقتبس لمحطة من محطاته :
المحــــــــــــــطة الأولــــــــــى :
" لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار " .
هكذا أراد سماحته (دام  ظله), إبقاء مبادئ الحسين في ضمائر الناس من خلال هذه الشعائر المقدسة , وتكوين مضادات حيوية- نفسية ضد الظلم والذل والهوان, والقهر والفساد وغيرها. والهدف منها تهذيب سلوك الانسان وإحياء معالم التقى والفضيلة في نفسه بحيث تدفعه نحو إحقاق العدل وإنصاف الناس, وتوقد في نفسه نار الحب والتعلق مع الله تعالى .

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

الإمَامُ الحُسّينُ مُلهِمُ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ - السَّيدُ الصَرخيُ إنّموذَجَاً

الإمَامُ الحُسّينُ مُلهِمُ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ - السَّيدُ الصَرخيُ إنّموذَجَاً
بقلم: بنان أحمد البصري

 الأمر والنهي مسؤولية كبيرة وتكليف شاق؛ لأنه ليس مجرد ألفاظ تردد أو كلام يقال، وليس مجرد أمر ونهي، وإنما هو اصلاح وتغيير للمحتوى الداخلي للاِنسان، وصياغة جديدة للأفكار والعواطف والسلوك.. ولهذا فلابد ان يتصف الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر بخصائص وصفات متميزة، تؤهلهم لخوض غمار المسؤولية إلى نهاية المطاف في تغيير ذهنية المجتمع إلى ذهنية اسلامية، وتغيير سلوكه إلى سلوك اسلامي .. وحينما دعا الاِمام الحسين (عليه السلام) إلى الجهاد تجسيداً للاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تقدّم بنفسه وأهل بيته وعياله، فكان قدوة لاَصحابه في جميع قيم الايثار والتضحية, والاخلاص لله تعالى, وملهماً روحياً لجميع الدعاة والقادة والمصلحين على مر العصور والأزمان, منهم سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله), الذي شكلت حياته سلسلة متواصلة الحلقات من الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الشريعة الإسلامية ونصرة المظلومين وإغاثة الملهوفين ومواجهة الحكام الجائرين بالأمر والنهي والمواقف المبدئية والأساليب السلمية المشروعة .
وقد عانى الكثير في سبيل ذلك بسموه الديني ورحمته الإنسانية , وصفاته النبوية وأدبه الجم , وخلقه العلوي واعتداله الفاطمي الفطري , وكرمه وشجاعته الحسنية, وعدله وإنصافه وحكمته وحلمه وحياءه وحزمه وتواضعه ورأفته الحسينية .حيث واجهته الحكومات الجائرة بمختلف السبل وتصدت للقضاء عليه وعلى فكره بشتى الطرق. وكان الصبر والصمود والاستقامة ومواصلة العمل بهمة وروح متفانية وعزم وتصميم قل نظيره إلا في الرجال الأفذاذ الذين أرخصوا النفوس وما لذ وطاب من الدنيا لأجل أهدافهم السامية ومبادئهم الرفيعة .

ولم يتوان عن عزمه لحد هذه اللحظة ؛ ولم يتراجع عن أهدافه ومبادئه الحرة الداعية الى إنقاذ المسلمين والنهضة بعراقنا الحبيب نحو غد أفضل يسوده العدل والحرية والسلام وتطبيق فريضة  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وهذا رابط يحمل فيه بياناته وخطاباته الوطنية الإنسانية :
http://www.al-hasany.net/
فكفى أغلب الناس تعيش الغرور المقيت الذي طغى على جميع الأفعال والأقوال ! فحري بنا اليوم جميعاً أن نتوجه إلى أحضان هذه المرجعية الصادقة, ونطلب منها العفو والسماح على تقصيرنا إتجاههها، ونسمع لها ... كما وكفانا إستماع إلى الأصوات النشاز التي جل همها إبعادنا عن القادة الحقيقيين وعن العلماء الربانيين، فآن الأوان أن نرد الدّين وان نرفع التقصير أمام ساحة المرجعية الإصلاحية لكونها خير إسوة وخير قدوة والمثال الذي يُحتذى بها في مكارم الأخلاق وكانت الإنموذج الذي تتطلع إليه الأمة بشتى شرائحها .

السبت، 2 نوفمبر 2013

الثّورةُ الحُسَينيَةُ أرْسَتْ قَواعِد الدَولَةِ المَهدَويةِ قَبل ألف وَنيفِ مِنَّ السِنين !


 
الثّورةُ الحُسَينيَةُ أرْسَتْ قَواعِد الدَولَةِ المَهدَويةِ قَبل ألف وَنيفِ مِنَّ السِنين !
بقلم: بنان أحمد البصري


لقد طالعت العديد من الكتابات والمؤلفات واستمعت للكثير من المحاضرات، لسماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله), بخصوص حياة ومظلوميات أهل بيت النبوة والرسالة ومنذ سنين, فوجدته واحدا من المراجع الكبار في الفكر الإسلامي وإثارة دفائن العقول بأبعاد كل قضاياهم (عليهم السلام), خصوصاً القضية الحسينية، حيث منح بأفكاره وتأملاته في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام) قراءات متجددة وملهمة للمجتمع الإسلامي لإنتفاضة جديدة نحو الإستفادة من عاشوراء الحسين، وفي هذه السطور سأطوف بعجالة نحو الهدف الأسمى الذي أراد أن يوصله للقارئ الكريم في مؤلفه المبارك (الثورة الحسينية والدولة المهدوية) .

فقد لايخفى على المتتبع وجود ارتباط وثيق بين نهضة الإمام الحسين وثورة الإمام المهدي (عليهما السلام), فكلاهما بقيادة إمام معصوم ، وعلى خط الله - تعالى لنصرة دينه وإقامة العدل بين الناس, وقد وردت نصوص كثيرة يتضح فيها هذا الإرتباط ، وان ثورة الإمام المهدي هي امتداد لنهضة الإمام الحسين, فهما جولتان في حرب تاريخية واحدة بين الحق والباطل ، كما كانت واقعة الطف جولة دامية منها انتصر فيها الباطل ظاهريا ، أما ثورة الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) فستكون الجولة الحاسمة التي ينتصر فيها الحق على الباطل ، ويطبق الدين الإلهي في ارجاء المعمورة ، وينتشرالعدل في ظلاله ، وتتحقق السعادة المنشودة في مسيرة التكامل البشري, وإعلان دولته المباركة, وهذا ما أوضحه السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام بهاؤه) في مقدمة هذا الكتاب حيث قال:

[( ان الامام الحسين ( عليه السلام ) يمثل الصدق والحق والقسيم والمحك بين الخير والشر والجنة والنار في جميع تلك العوالم ، وبعد أثبات ذلك يصبح الأمر واضحا أن حركة التمهيد المهدوي واليوم الموعود المقدس والامام المنتظر ( عليه السلام ) ودولته الألهية العادلة ، كلها جزء من الحركة الحسينية وأمتداد لها فالحركة الحسينية وقائدها ( عليه السلام ) والحركة المهدوية وقائدها ( عليه السلام ) هي الهدف والغاية المقدسة التي وجدنا بل خلقت السماوات والأرض من أجلها ، والتي ننال بها القرب والرضا الألهي والتفضل والتشرف للكون في الحضرة القدسية للجليل الأعلى ( جلت قدرته ) مع الأنبياء والأئمة والصالحين ( صلوات الله عليهم أجمعين) ].
وللمزيد إضغط على هذا الرابط :
http://ttt.tf/4her

وخلال ما تقدم يتضح لنا إن الشهيد الحسين (عليه السلام) جاهد وضحى من أجل الله وفي سبيل الله فهو الوصي والسبط الثائر الذي أدى دوره المرسوم ووقف في وجه الإنحراف الأموي بكل صراحة ووضوح ، فكشف للناس انحراف حكامهم وللرعية ضلالهم وتراجعهم وتخاذلهم, فجاءت نهضته هزة عنيفة أيقظت المسلمين من غفوتهم ، وأرشدتهم إلى صوابهم ، وأوضحت لهم انحراف الدرب الذي يسلكونه مع حكامهم... فالحق المراد من ثورته الخالدة هو أن تلد في نهاية مخاضها دولة إسلامية عادلة تطبق دين الله وشريعته، وهي دولة العدل الإلهي المقدسة بقيادة قائمهم الموعود (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء), لكن كيف نحافظ على أهداف وأحقية ثورة إمامنا الحسين؟ وكيف نجعلها تلد أو تنتج هذه النتائج ؟؟ وكيف نمهد لهذه الدولة العالمية العادلة المقدسة ؟؟ أليس بممارسات وإتباع خط واحد معين يوصلنا لهذا المطاف؟؟
أترك الإجابة لكم إخوتي
...