الجمعة، 8 نوفمبر 2013

الإمَامُ الحُسّينُ مُلهِمُ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ - السَّيدُ الصَرخيُ إنّموذَجَاً

الإمَامُ الحُسّينُ مُلهِمُ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ - السَّيدُ الصَرخيُ إنّموذَجَاً
بقلم: بنان أحمد البصري

 الأمر والنهي مسؤولية كبيرة وتكليف شاق؛ لأنه ليس مجرد ألفاظ تردد أو كلام يقال، وليس مجرد أمر ونهي، وإنما هو اصلاح وتغيير للمحتوى الداخلي للاِنسان، وصياغة جديدة للأفكار والعواطف والسلوك.. ولهذا فلابد ان يتصف الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر بخصائص وصفات متميزة، تؤهلهم لخوض غمار المسؤولية إلى نهاية المطاف في تغيير ذهنية المجتمع إلى ذهنية اسلامية، وتغيير سلوكه إلى سلوك اسلامي .. وحينما دعا الاِمام الحسين (عليه السلام) إلى الجهاد تجسيداً للاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تقدّم بنفسه وأهل بيته وعياله، فكان قدوة لاَصحابه في جميع قيم الايثار والتضحية, والاخلاص لله تعالى, وملهماً روحياً لجميع الدعاة والقادة والمصلحين على مر العصور والأزمان, منهم سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله), الذي شكلت حياته سلسلة متواصلة الحلقات من الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الشريعة الإسلامية ونصرة المظلومين وإغاثة الملهوفين ومواجهة الحكام الجائرين بالأمر والنهي والمواقف المبدئية والأساليب السلمية المشروعة .
وقد عانى الكثير في سبيل ذلك بسموه الديني ورحمته الإنسانية , وصفاته النبوية وأدبه الجم , وخلقه العلوي واعتداله الفاطمي الفطري , وكرمه وشجاعته الحسنية, وعدله وإنصافه وحكمته وحلمه وحياءه وحزمه وتواضعه ورأفته الحسينية .حيث واجهته الحكومات الجائرة بمختلف السبل وتصدت للقضاء عليه وعلى فكره بشتى الطرق. وكان الصبر والصمود والاستقامة ومواصلة العمل بهمة وروح متفانية وعزم وتصميم قل نظيره إلا في الرجال الأفذاذ الذين أرخصوا النفوس وما لذ وطاب من الدنيا لأجل أهدافهم السامية ومبادئهم الرفيعة .

ولم يتوان عن عزمه لحد هذه اللحظة ؛ ولم يتراجع عن أهدافه ومبادئه الحرة الداعية الى إنقاذ المسلمين والنهضة بعراقنا الحبيب نحو غد أفضل يسوده العدل والحرية والسلام وتطبيق فريضة  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وهذا رابط يحمل فيه بياناته وخطاباته الوطنية الإنسانية :
http://www.al-hasany.net/
فكفى أغلب الناس تعيش الغرور المقيت الذي طغى على جميع الأفعال والأقوال ! فحري بنا اليوم جميعاً أن نتوجه إلى أحضان هذه المرجعية الصادقة, ونطلب منها العفو والسماح على تقصيرنا إتجاههها، ونسمع لها ... كما وكفانا إستماع إلى الأصوات النشاز التي جل همها إبعادنا عن القادة الحقيقيين وعن العلماء الربانيين، فآن الأوان أن نرد الدّين وان نرفع التقصير أمام ساحة المرجعية الإصلاحية لكونها خير إسوة وخير قدوة والمثال الذي يُحتذى بها في مكارم الأخلاق وكانت الإنموذج الذي تتطلع إليه الأمة بشتى شرائحها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق