أ. بنان الموسوي
للعراق مع البطولات مواعيد، ومع الشهادة ملاحم تصنع الحياة..قدره أنه منذ كان، كان للإباء معقلاً، وللحرية موئلاً، وللطموح ملاذاً. كان أبداً موطناً للشهداء ومنطلقاً لأناس يعرفون الموت درباً للحياة,وها نحن اليوم بذكرى مرور الثانية والتسعين عاماً على تأسيس الجيش العراقي الباسل إذ نشعر أن عهد الكلام قد قضى وأن عهد الافعال طلّ علينا , فحري بنا وكل الاجيال التي تلينا أن ننحني إجلالاً أمام البواسل في جيشنا الصامد, وجميع من سقطوا شهداء في سبيل العراق الحبيب، وأن نعمل جاهدين على تحصينه ليعود الى السير على دروب مجده... لأن هذا الوطن يتواصل في الذاكرة قصيدة مسكونة بحروف ترسم القلاع، ملونة بفجر يحكي قصة شعب طوّع البحر بعناد شراعه، ومكتوبة بلغة المستقبل الطالع من سلام النار.
وكما في هذه الذكرى العظيمة لابناء شعبنا تشيع مساحات كبيرة من الفرح في قلوب العراقيين لما لها من امنيات وتمنيات لايحققها الا جيشنا المغوار .فالشعب العراقي من شماله والى جنوبه يرى في جحافل جيشنا الاغر عناوين مثيرة من الاعتزاز والاحترام لكل جندي من جنودنا الاشاوس الابطال , ونظراً لأن الجيش العراقي هو العمود الفقرى للدولة العراقية وخط دفاعها الأول منذ نشأته على مدار التاريخ، ووظيفته هي حماية الوطن من أى اعتداء خارجي ولكونه لا ينتمي لأي تيار او حزب سياسي على مدار التاريخ، لأنه يضم جميع طوائف الشعب العراقي بدون تمييز أو تفرقة وولاؤه الأول والأخير للشعب, جاء نداء سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله), لقواتنا الامنية في الجيش والشرطة في بيانه المبارك رقم 39 "الله الله في الأعراض…الله الله في الأعراض" وهذا مقتبس منه ..
"ندائي ورجائي وطلبي وإلزامي لأبنائي وإخواني وأعزائي أفراد الجيش والشرطة الشرفاء الوطنيين المخلصين عليكم تزكية أنفسكم وتطهير مؤسساتكم من كل فاسد وفساد فمصير العراق وتاريخه ووحدة شعبه وبقاؤه وأمنه وأمانه بأيديكم وسواعدكم الجادة وهممكم العالية وصدقكم وإخلاصكم للوطن للوطن للوطن للعراق للعراق للعراق والذي فيه صلاح دينكم ودنياكم وأخرتكم أنها مسؤولية وأمانة شرعية وأخلاقية وإنسانية مقدسة فكونوا أهلاً للأمانة..وفقكم وسددكم العلي القدير للصلاح والإصلاح….".
هكذا شدَّ سماحته (دامت بركاته) على أيادي رجال القوات الامنية المساهمة في حماية الوطن , وضرورة الاهتمام والحفاظ على امن البلاد بما يضمن البقاء بأمان وسلام لكل مواطن عراقي بغض النظر عن طائفته وقوميته وعرقه وديانته, وتطهير هذه المؤسسات من كل فاسد وفساد لأنها هي درع الوطني والحامي .. بصفته عالم من العلماء الأجلاء وممن اصطفاهم الله تبارك وتعالى لرأب الصدع، ولم الشمل، وفعل الخير، ونفع الغير , فنبارك وبشدة لهذه القوات الوطنية المخلصة التي تحاول وبجهد كبير نشر السلام والامن في ربوع بلدنا العزيز .وكما إننا في هذه الأزمات الشديدة، والأوهام العديدة، والحيرة العتيدة، يجب أن نتقدم لله تبارك وتعالى تحت عنوان: "إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ" (التوبة: من الآية59) كي نحفظ عراقنا الحبيب، ونصنع السلم الاجتماعي في مجتمعنا، ونقاوم كل التحديات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق